ربِّ اغفِر لوالدَتي وارحَمْها كمَا ربتني صغيراً، واجعَل قبرَها روضَة مِن رِياض الجنة، واجعلها وإيانا مِن وَرَثةِ جنة النعيم

3‏/5‏/2012

بين أدب الاتصال الهاتفي وأدب طرق الباب - مقارنة أدبية !

كثيراً ما يتصل بك شخص من الأصدقاء أو الأقارب، ويؤنِّبُك على عدم الرد على اتصاله ! ويُلقي عليك محاضرة في وجوب الرد على الاتصال، ويأتيك من جهته سيل من التوبيخ؛ حتى إنك لتتمنى لو لَم يصنع (ألكسندر جراهام بيل) الهاتف !
وإن أعجبْ؛ فإني أعجب مِمّن يتصل بك مرة واحدة وأنت لم ترد عليه لانشغالك إما في بيتك أو في أي أمر خاص؛ وقد يكون هذا الأمر هو دخولك لبيت الخلاء (المرحاض)! وحين ترد عليه بعد انتهائك مما انشغلت به؛ يبادرك بالتأنيب، وأنه كان قد اتصل بك لأمر ضروري، وأنك قد ارتكبتَ ذنباً من الكبائر في حقه !
وهو قد جعل في قرارة نفسه أنه لو اتصل على شخص؛ فإنه ينبغي له الرد على الاتصال في حينه؛ فكأنّما يريد أن يقول: [ كن فيكون ] !

ولأمثال هؤلاء من المتصلين أردت كتابة هذا المقال (في بيان بعض الآداب):

1- اختر الأوقات المناسبة للاتصال؛ كما تختار الأوقات المناسبة للزيارة المنزلية. 

2- لم يَرِدْ نصٌّ من الشرع الحنيف يوجِب على الشخص أن يَرُدَّ على الاتصال في حينه؛ بل ورد في الحديث عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الاستئذان ثلاث، فإن أُذِنَ لك؛ وإلا فارجع». متفق عليه. فَـقِـسْ على ذلك الاتصال الهاتفي ! 

3- إذا لم يَرُدَّ عليك شخص؛ فقد يكون مشغولاً؛ وقد يكون مُرهقاً لا يريد التحدث في ذاك الوقت؛ فلا تكثِر عليه الاتصال أكثر من ثلاث مرات؛ وإذا انتهى من شُغلِه، وأخذ قِسطاً من الراحة؛ فحينها سَيُعاوِدُ بك الاتصال، وإن لم يتصل فلا مانع أن تتصل به أنت من جديد، ولكن لا تكثر عليه النقاش في أسباب عدم رده عليك، فكل شخص حُرٌّ في وقته وأسبابه المانعة له! 

4- إن كان ولا بد من الاتصال في وقت من الأوقات التي لا تناسب الاتصال؛ فما عليك إلا القيام بإرسال رسالة نصية له بما ترغب به؛ وهو سيرى ضرورة الأمر؛ فقد يتصل إن كان الأمر ضروريا للغاية، أو يؤخر لو تتطلب الأمر، حسب ظروفة. 

5- لا تظنّن أن القيامة ستقوم لو لم يرد عليك الشخص في ذات الوقت، فالأمر فيه سعة، ولا تقطع علاقتك بأصدقائك بمجرد أسباب تافهة! 

6- ليس من اللائق الاتصال بشخص آخر من أقارب الشخص كأبيه أو أخيه أو ابنه؛ فهو إن لم يرد فلا علاقة لابنه، ولا لأخيه، ولا لأبيه بأسبابه الخاصة التي جعلته لا يرد؛ فـ[كل نفس بما كسبت رهينة]، ولكلٍّ ظروفه الخاصة به!

هناك تعليق واحد:

تشرفني مشاركتك بتعليق، أو تصحيح، أو توجيه.
شاكراً لك زيارتك، وراجياً لك الفائدة.
وأعتذر مسبقًا عن حذف التعليقات المحتوية على أرقام الهواتف أو البريد الالكتروني!

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة