ربِّ اغفِر لوالدَتي وارحَمْها كمَا ربتني صغيراً، واجعَل قبرَها روضَة مِن رِياض الجنة، واجعلها وإيانا مِن وَرَثةِ جنة النعيم

7‏/7‏/2011

فضلا الحقوق محفوظة!!

يبدو أن هذا الزمن أصبح زمن (نسخ) و(لصق) أكثر من أن يكون زمن (إبداع) و(تميز)؛ فأصبح روَّاد الكتابة والتميز ثُلَّة من الماهرين وأصحاب الفكر النيِّر، وبعكسه تماماً أصبح خبراء النقل و(النسخ) و(اللصق) لا يُعدَّونَ ولا يُحصَون لكثرتهم !!

هذه حقيقة أكاد أجزمُ أنَّهُ لا مَنَاصَ مِنها، وإلا فما قولُنا (معشَرَ روَّادِ الانترنت) فيما نراه من هذه الحقائق التي لا ينكرها صاحب بصيرة في مواقع ومنتديات الشبكة العنكبوتية ؟!

والغريب في كل هذه الظاهرة التي يَحِقُّ لي أن أسميها (سلبية مواقع الانترنت في العالم العربي) أنها أحياناً تكون (سَرِقاتٍ) واضحة للعَيَان، وليس مجرَّد (نسخ ولصق) مع الإشارة إلى الموقع المنقول منه؛ فضلاً عن ذكر صاحب الموضوع أو المقالة!

والأغرب في (سارق) الموضوع - وأعتذر عن إطلاقِ هذه العبارة لأنها صريحة جداً - أنك تراه يتقبَّل التَّهاني والتبريكات على تميُّزِِه في (السَّرقة) ! وذلك في الردود التي تكتب له بأسفل موضوعه في المنتدى ! وعلى ذلك دلائل كثيرة، ولو شئتُ لوضعتُ روابط تدل على ذلك ! أحياناً أكون (أنا) - وأعوذ بالله من كلمة أنا - صاحِبَ الموضوع المنقولِ أو قل (المسروقِ) ! وفي أحايِين أُخَرٍ أطَّلع على مقالات لكُتَّابٍ أعرفهم وأعرف ما كتبوا، ولكن لا ذِكرَ لهم في المنقول! فهل هذه من شِيَمِ الأكارِم ابن الأكارم؟!

فبالله يا إخوتي ..

أَيَلِيقُ  بـ(رجالٍ) أن ينسُبوا كلامَ غيرهم إليهم؟! أم أنَّ هذا الأمر أصبحَ من شِيَمِ (المرجلة) الانترنتية في هذا الزمان؛ فـأَصبَحتْ وأَمْسَتِ (السِّرقَةُ) المبرقَعةُ بِبُرقُعِ (النَّقلِ) مِنَ الفَضائِل الجمَّة؛ والتي يُتَسابَقُ إِليْها ليُحَازَ عَليْها !

أوَ لَيسَ الأجْدَرُ بنا أن نكون المستفيدين والناقلين الأُمَنَاء؟ أم أنَّ الأمانَة العِلميَّة قد دُفِنت في مقابِرَ لا يُعرف لها مكانٌ لزيارتها؛ فأَصْبَحَتْ نَسياً مَنسِياً؟!

إنني (قد) آلمني ما أرى من (السَّرِقَةِ النَّقْلِيَّة) الفظِيعَة، و(قَدِي) هذه للكثرة لا لِلقِلَّةِ، فشمَّرت عن ساعدي، ووضعت يدي على لوحة مفاتيح حاسوبي لأكتب ما جال في خاطري عن هذه الظاهرةِ الغيرِ زاهِرة !

ولعلَّ مقالتي هذه أن تخاطب في أناسٍ (عقولهم) التي في (صدورهم)، ليذروا ما به تَحلَّوا مِنَ الشِّيَمِ التي يَأنَفُها أصحَابُ الذَّوقِ الرَّفيع.

فيا إخوتاه ..

ويا (كُتَّابَ) المواقع والمنتديات، أو بالأحرى؛ يا (نُقَّالَ) و(نُسَّاخَ) المواضيع والمقالات؛ عليكم بالآتي ليكُون لكم من الذَّوقِ الرفيعِ بعضُ السِّماتِ:

1- اعلموا - عند نقل المواضيع - أنه لا يجوز أن تدَّعوا ما ليس لكم، وأن تنسبوا لأنفسكم ما كتبه غيركم، وقد يكون ذلك (الغَيرُ) تَعِبَ عليه أشدَّ التَّعبِ، واجتهدَ عليه الجهد الذي أضناه وأتعبه وآلم ظهره وأَسْهَره!

2- وإن كان ولا بُدَّ من النقل؛ فعليكم التحلي بالأمانة؛ فاكتبوا اسم الكاتِبِ والمنتدَى والموقِعَ المنقول منه بأسفل العنوان (وهو الأفضل)، أو في آخر الموضوع والمقال (وهو أضعف الإيمان)، فبذلك تحفظون كرامتكم، وتحفظون حَقَّ غيركم.

3- وما أفضله، وأحسنه، وأجدره بكم أن تتعلموا كيف تكتبون المواضيع بأنفسكم، وذلك بكثرة قراءة المواضيع لا بكثرة (نقلها) و(نسخها) و(لصقها)، فالقارئ المُكثِر من القراءَةِ لا بُدَّ أن يكون كاتباً محتَرفاً يوماً من الأيام، لا سِيَّمَا بعد المحاوَلَةِ والاجتهاد، والذي أراه وأجزم به أن أغلب هؤلاء النَّقَلَةَ والنَّسَخَةَ لا يقرؤون المواضيع التي ينقُلونهاإلا من رَحِمَ الله مِنهم -! فيا أسفاهُ من هذه الحقيقة المُرَّةِ!
4- وإن كانت لك مواضيعُ (نسختَها) و(لصقتَها) فانْسَخْ (نَسْخَ إزالَةٍ لا نَسْخَ كِتابَةٍ) ماضِيكَ السيِّءَ بإضافة أسماء المنقُولِ عنهُم والمواقِع المنقولِ عنها في تلك المنتديات والمواقع المنقول إليها؛ لأن ذلك هو توبة من اقترف هذا الإِثم! وسارع بذلك، ولا تأخذك العِزَّة بـ(الإِثمِ) بالخوف على سمعة ذلك (الاسم) - أعني اسمك أو لقبك - المبيَّن يمين الصفحة في الموقع أو المنتدى!
 هذا ما جال في الفكر، وأرجو أن ينال شيئاً من القبول والتطبيق بنسبةٍ ضَئيلَةٍ، إن لم يَنَلْ نِسَباً عالِيةً عظيمة !
وأرجو أن لا تكون هذه المقالة من ضحايا تلك السَّرِقَات وعصاباتها من الـ(مافيا) التي هي في الزوايا (خافية) !!

رابط هذا المقال في شبكة الألوكة انـقـرهـنـا

25/4/2010

هناك تعليق واحد:

  1. جزاك الله خيرا وبارك الله فيك شيخنا الفاضل

    ردحذف

تشرفني مشاركتك بتعليق، أو تصحيح، أو توجيه.
شاكراً لك زيارتك، وراجياً لك الفائدة.
وأعتذر مسبقًا عن حذف التعليقات المحتوية على أرقام الهواتف أو البريد الالكتروني!

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة