ربِّ اغفِر لوالدَتي وارحَمْها كمَا ربتني صغيراً، واجعَل قبرَها روضَة مِن رِياض الجنة، واجعلها وإيانا مِن وَرَثةِ جنة النعيم

18‏/4‏/2011

اختلاف صفات البشر وطبائعهم ...!

كنت أجول بفكري في أحايين كثيرة في اختلاف طبائع البشر وصفاتهم، وتباين آرائهم وآمالهم، بل وحتى صورهم وأشكالهم؛ إن هذا لآية عظيمة من آيات الله - تبارك وتعالى -، وهو القائل سبحانه: [وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين] سورة الروم (22). 

وإنك لترى البَوْنَ الشاسع بين الأشقاء في البيت الواحد؛ فهذا طويل وذاك قصير، وهذا ذكي والآخر بَلِيدٌ، وهذا قوي والثاني ضعيف وهَلُمَّ جراً .. وترى أحدهم يُحِبُّ نوعاً من الطعام والآخر لا يحبه، وهذا يَرغَبُ بعلمٍ من العلوم وصاحبه راغِبٌ عنه، وهذا مُتقِن للخط والآخر حاول جاداً إتقانه ولكن لم يستطع، وكذلك الحال في الصوت حُسناً وقُبحاً، والعجيب أنك ترى الشَّقِيقَيْن كليهِمَا لديه من المواهب ما لا يستطيعه الثاني وإن فَعَل ما فَعَل !! كُلُّ هذه من آيات الخالق - جَلَّ وَعَزَّ -.

وَفِي كُلِّ شَيءٍ لهُ آيَةٌ   **   تَـدُلُّ عَلَـى أنَّـهُ الوَاحِدُ

هذا الاختلاف الذي نراه؛ لم يكن إلا لحكمة عظيمة؛ فلك أن تتخيل كل الناس على صورة واحدة، لا يفرق أحدهم بين نفسه وصاحبه! ولَك أن تتخيل أن كل البَشَرِ يُحبُّون نوعاً واحداً من الطعام، وكذلك تخيل لو أن كل بني آدم بَرِعوا في فَنٍّ من الفنون دون فَنٍّ، وعلمٍ دون علمٍ !

أتتوقع إن حَصَلَ هذا التشابُهُ أن يبقى البشر متوافِقين؛ كَلاَّ، وكذلك حالهُم وهم مختلفون؛ فسبحان الخالق. 

إن هذا الاختلاف في كل هذه الأمور المذكورة وغيرها يحتاج منا إلى إعمال الفكر؛ لتَوَخِّي العواقِب السَّيئَةِ جَرَّاءَ سُوءِ التعامل مع هذه الآية العظيمة من آيات الباري - سبحانه -! 

وعدم الفِقه بهذه الظاهرة، وكيفيةِ التعامل معها بابُ شرٍّ عظيمٌ، وتوخِّيهِ لا يكون إلا بمعرفته وسبل الوقاية من آثاره السيئة؛ فإنه يكاد أن يكون فَتَّاكاً ببني الإنسان، وهو في الحقيقة من آلات البناء لا من معاول الهدم!

وإني لجَازِمٌ أن دراسة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها الحل الأمثل لمعرفة ظاهرة الاختلاف والاستفادة منها؛ لئلاً تكون نتائجها عكسية بسبب الجهل بها!
والله أعلم ..

15/جمادى الأولى/1432هـ 

هناك تعليق واحد:

تشرفني مشاركتك بتعليق، أو تصحيح، أو توجيه.
شاكراً لك زيارتك، وراجياً لك الفائدة.
وأعتذر مسبقًا عن حذف التعليقات المحتوية على أرقام الهواتف أو البريد الالكتروني!

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة