في الحقيقة أنا كثير التدبر حول معاني الحديث الثابت عن النبي - صلى
الله عليه وسلم -: إذ يقول: «إن الله تعالى لَمْ يُنزِل داءً إلا أنزَلَ له
دَواءً؛ عَلِمَهُ من عَلِمَهُ وجَهِلَهُ من جَهِلَهُ؛ إلا السَّامَ؛ وهُوَ المَوتُ».
ولا يشك المسلم المؤمن بربه؛ بأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -
[ لا ينطق عن الهوى ]، وكل ما ثبت عنه مِنْ الوصايا الطبية؛ فإنها ليست مِنْ قبيل
التجربة، بل هي مِمّا أوحى الله بها إليه.
ومدارُ تدبُّري للحديث السابق؛ ينحصر في تساؤل مُهِمٍّ حول ما
نعيشه اليوم مِمَّا يتعلق بنظرتنا لبعض الأمراض المنتشرة؛ كالسكري مثلاً، حيث إننا
صرنا (نقتنع بما نسمع) بأنه لا يمكن التشافي مِنَ السكري، بل وكثير مِنَ الأمراض
الأخرى !
فهل نُصَدِّق ما نسمعُ، أم نتفاءل خيراً بأن الشفاء موجود
كما ثبت في القرآن: [وإذا مرضتُ فهو يشفين]، وكما ثبت في السنة: «إنّ الله تعالى لَمْ
يُنزِل داءً إلا أنزَلَ له دَواءً؛ عَلِمَهُ من عَلِمَهُ وجَهِلَهُ من جَهِلَهُ».